الكتاب: إهداء لك يا أمي
تأليف: مجموعة مؤلفين
عدد الصفحات: 146
القسم: نصوص وخواطر
نوع الملف: Pdf
حجم الملف: ميجا بايت
عدد التحميلات : 65
نبذة عن الكتاب:
أمي مختلفة، لطالما اعتدت أن أردد هذه الجملة وأعبر تحديدا بكلمة "مختلفة" عن أمي، لأنني أراها تتميز دائما عن كل من حولي، أني أراها مختلفة وقوتها ليست كقوة أي امرأة، صبرها ليس كأي صبر، جمالها ليس كجمال أي أنثى رأيتها من قبل. لو قابلتم أمي لعرفتم جميعا أنني لا أبالغ بوصفها، أنني أظلمها وأن أصفها بهذه الكلمات الغير كافية عنها،تتميز برجاجة العقل والحكمة، قوتها كالغزال الذي يتنقل بين الحقول، صبرها كعطش صائم وسط صحراء، جمالها لا يتبدل ثابت حتى وإن داهمها العمر، أراها عجوز مع كبار السن وشابة مع الصبايا والصبية، طفلة مع الأطفال، صديقة الجميع والوردة التي تنثر عطرها في أنحاء منزلنا وحياتنا كلها، هي لغير مبالية لأشواك الدنيا من حولها، تراها تبتسم حتى وإن أحاطتها المواجع من كل جوانب حياتها، هي التي تحيطنا بالدفء والحنان دوما، أمي النجمة المضيئة وسط ليل يغطي سواده النجوم الباقية، أمي القوية كشجرة الصنوبر في الخريف وهي تقاوم الهواء في احتضان أوراقها، أمي هكذا تماما تخاف علينا من نسمة هواء تلثمنا، تخاف علينا حتى من وردة تصافحنا ومن قطرة مطر تزورنا، تزرع الأمان في طرقاتنا دون مقابل حتى لو كلفها الأمر أي شيء في حياتها، أمي التي تجري حافية لنمشي على سجادة من ريش، أمي المختلفة بكل تفاصيلها المليئة بالأمل رغم سواد الأيام من حولها، يعجز أشهر عالم عن صنع دواء ينثر الراحة والطمأنينة في القلب كالكلام الذي تنطقه أمي، الكلام الحسن الذي يخرج من فمها كالأنغام التي تتسارع من آلة موسيقية ، النظر في عيناها التي أهدتها لونهما جبال بلادي يعادل زيارة الطبيب لسنين كثيرة، حتى الجلوس والتأمل بها يعادل كل جمالات الكون، ماذا بعد؟ من أين ابدأ؟ و أي محاسن أصف؟
مقتطفات من كتب إهداء لك يا أمي:
- " بمثابة السعادة والهناء أنت، بمثابة الحب والعطاء، والاحتضان بعد الألم والاحتواء، أنت قمري في لياليا المعتمة،و شمسي في صباحي المشرق الخلاب، و نجمي الساطع في السماء، أنت سيدة النساء، أنت ملاكي و حبي الباقي أبدا لا يزول،
أنت حياتي وطوق نجاتي، زهرة يافعة في الحقول، أنت أمي و أحلا أيامي وكل هيامي أدام الله نبض قلبك وطبت لي عمرا رزقني الله برك يا من أفنيتي عمرك في سعادتي. "
- " وأجد نفسي أتمنى أن يرجع الزمن إلى الوراء ، أتمنى أن يتوقف الوقت هناك لماذا ؟ لأني بلحظتها أعيش حالة اشتياق، حالة احتياج إلى حنان.."
- " لا تكفيني الكلمات لأعبر عما بداخلي، غادرني الفرح برحيلك يا أمي، رحلت و تركت لنا ذكرى لن ننساها، تبقى في عقولنا حية معلقة مهما مر الزمن، لازالت الصدمة فراقك لم تغادرنا بعد، مازالت في قلوبنا، في داخلنا تؤلمنا.."