لمحة عن الكتاب:
في مثل هذا اليوم و مع
طلوع الشمس تمت مراسلتي لأحصل على شهادة تخرجي بعد عناء كبير و دموع و حالات هلع
و مرض و جهاد، الحمد الله كانت الفرحة لا تسعني و لا تضاهيها فرحة عائلتي بعد أشهر من
الفرحة و الحفلات و الهدايا ،تمت ترقيتي لأعلى منصب أستاذة في ثانوية كانت بالقرب من
سكن أعز صديقة أو أخت أخذتها الحياة و ظروفها مني، و نفسها ثانويتي، في اليوم الثاني
نقلتني الحافلة إلى مقر عملي دخلت للمدرسة وفور دخولي تذكرت محبة الله لي بحيث
رجعت أدرس في المدرسة التي درست فيها التي تحمل الكثير من المشاعر منها الحزن
والفرح والدموع و الصدمات وغيرها من الأحاسيس دخلت للقاعة وجلست مقعدي وتعرفت على
التلاميذ من كثرة إحترامهم لي ومحبتهم إنقلب دور المعلمة إلى أم وأحسن المهن هيا
واللحظات معهم في كل يوم تكثر المحبة بيننا ، في نهاية كل حصة كنت أتقرب منهم أكثر
بالدردشة معهم ومعرفة أسرار كل منهم ونصيحتهم والضحكة تغمر قلوبنا إلا فتاة واحدة
كنت دائما ما ألاحظها الحزن لايفارق وجهها ودموع في عينيها بالكتل كانت، كنت دائما
ماأحاول التقرب إليها ومعرفة الأمر ولكن كانت تسكت و تبتسم إبتسامة مزيفة معاها
الكثير من الجروح والحزن،كل يوم نفس الشيءيتكرر وكذلك نفس البنت تأتي حزينة مكتإبة
لاتكلم احد ولا تضحك حتى لاتجتهد ولا تشارك كل ماتفعله الجلوس في مقعدها والهدوء
يعم كيانها عكس زملائها كانوا يتنافسون ويخرجون سوية ويلعبون ويتنزهون رفقة بعضهم
أتممت تدريسهم إلى أن كادا العام الدراسي سينتهي، وكان أخر أسبوع لي معهم يصطحبه
الكثير من الحزن و دموع التلاميذ و دموعي لعدم محبتي لفراقهم في اليوم الاول من
الاسبوع بدأت في يومي الدراسي كالعادة و ببداية التدريس و فور التفافي لتلاميذي وانا
في منتصف الدرس ما أرى إلى وهي تركض لحضني و دموعها كالنهر تسيل عن تلميذتي الغامضة
و الحزينة، دائما أتحدث تحضنني و تبكي و تقول أسفة و لكن ليس بالشئ المشرف لأحدثك فيه
يا من كنت أمي بطيبتك و محبتك، لم أكن أعلم أن رحلتك ستنتهي تبكي و في قلبها جرح
عميق، في تلك اللحظة كأن العالم توقف و الأحداث تغيرت، طفلتي الحزينة هاهي و أخيرا
تتحدث، فرحت كثيرا و كانت صدمة لي و لزملائها، لدرجة قاموا بالتصفيق لها و مجاراتها في
الموضوع، حاولت
مسايرتها ثم أخذتها لتغسل و تتنفس قليلا، جلست معها لمعرفة ماحدث لها و عند بدايتي
للتحدث معها، بدأت بالحديث عن كل مشاكلها، عرفت سبب حزنها الدائم و ذلك لأنها يتيمة
الوالدين، هذا الأمر بحد ذاته يدمر الإنسان فإن اختفى نور و ضحكة قلبك يعم الظلام داخلك
و حولك أولا، و ثانيا لأنها كانت في علاقة حب مع شخص أحبته لكنه ظلمها و خدعها و حاول
تهديدها أكثر من مرة و لم تستطع التحدث في الموضوع لأي أحد، و ثالثا لعدم وجود أي أقارب بقربها، حتى الذين قاموا بتبنيها في صغرها لم يهتموا بها كثيرا، تبنوها لكي
لايتحدث المجتمع عنهم لا لحبهم لها و لا لما فعلوه أهلها لهم، في تلك اللحظة دق بابي
و خطرت في بالي فكرة و قلت لأروي لها قصة محبوبتي و أختي و أعز ما أملك لتأخذ العبرة
منها و تفهم خطأها من الصح و الحقيقة من الخيال.
مقتطفات من رواية عبرة:
- " الحب ليس بالخطأ لكن
الخطأ هو بكيفية اختيار الحب و كيفية مجاراته، لاتترك أي شئ بسيط يؤثر فيك أو في
علاقتها، و لو كان بالشئ الصحيح، دائما ماتوجد عراقيل و أكاذيب و كلام مخطئ و أشخاص لا
قلوب لهم، و قرارات لا مفر منها، لكن حاول بقدر الإمكان أن تتحلى بالإيمان و الشجاعة اللازمة
لمواجهة المخاوف."
- " و أما عن قراراتي كمعلمة و أم ثانية ستعرفونها في بداية فتاتي «لمعة»، أسميتها لمعة لتعطي لمعة في
حياتها و تغير تصرفاتها و حياتها و كآبتها إلى حياة جديدة مليئة بالنجاحات و الشجاعة
و الفرح.."
- " و الأهم أنها تيقنت أن
الحياة تجارب، و أن الإنسان دائما مايخطئ، و لكن الأجمل أنها علمت خطأها و حاولت تصحيحه
قبل فوات الأوان مثلما حل بفقيدتنا «راتيل».."