تحميل رواية عندما التقيت عمر بن الخطاب Pdf تأليف أدهم الشرقاوي
قراءة و تحميل رواية عندما التقيت عمر بن الخطاب Pdf تأليف أدهم الشرقاوي
الكتاب: عندما التقيت عمر بن الخطاب تأليف: أدهم الشرقاوي
عدد الصفحات: 356
القسم: ديانة إسلامية
نوع الملف: Pdf
حجم الملف: 2 ميجا بايت
عدد التحميلات : 512 45
نبذة عن رواية عندما التقيت عمر بن الخطاب:عدد الصفحات: 356
القسم: ديانة إسلامية
نوع الملف: Pdf
حجم الملف: 2 ميجا بايت
عدد التحميلات : 512 45
عمر بن الخطاب دليل حي على ما يفعله الإسلام بالناس ، وكيف يحولهم من طغاة نهار إلى رهبان ليل ، ومن رعاة ماشية إلى صانعي حضارة وهازمي إمبراطوريات ! فالرجل الذي كان يصنع صنما من تمر ليعبده أول النهار ويأكله آخر الليل ، هو نفسه الذي قطع شـجـرة بيعة الرضوان كي لا يتعلق قلب بغيـرا الله ! والرجل الـذي كـان يـكـيـل الـعـذاب لمن قال لا إله إلا الله دون أن يرف له جفن ، هو نفسه الذي صـار يخشى أن تتـعـثـر دابة عند شاطئ الفرات خوفا من أن يسأله الله : لم لم تصلح لها الطريق يا عمر ؟! كان في السادسة والعشرين عندما أصابته دعـوة النبي في قلبـه : الـلـهـم أعـز الإسـلام بأحب الرجلين إليك ؛ عـمـر بن الخطاب أو عمرو بن هشام ! هكذا بدأت الحكاية ، دعـوة جذبته من ياقـة كـفـره إلى نور الإسلام ، وانتشلته من مستنقع الرذيلة إلى قمة الفضيلة ، و استلته من دار الندوة إلى دار الأرقم، و لأن الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ، كان عمر الجاهلي مهيأ بإتقان ليكون عمر الفاروق، كل ما كان ينقصه إعادة هيكلة و صياغة ، و ليس أقدر من الإسلام على هيكلة الناس و صياغتهم من جديد، فالإسلام لا يلغـي الطـبـائـع إنما يهذبها ، و لا يهـدم الـصـفـات و إنما يصقلها ، و في الإسلام هذب عمر و صقل حتى صار واحدا من الذين لا يأتون إلا مرة واحدة في التاريخ، الإسلام قتل كفر عمر ، و لكنه لم يقتل شخصية عمر ، بل أطلق لها العنان بعقلية جديدة ، فالذي كان صلبا في الباطل بقي صلبا ولكن في الحق ، و الذي كان يجهر بالكفر دون أن يلقي بالاً بأحد ، جهر بالإيمان دون أن يلقي بالاً بأحد ! و قد يتبادر إلى الذهن سؤال مشروع، ما دمنا نقول أن الإسلام يهذب الطباع و يصقل الصفات ، و أن الناس معادن ، فإننا نتفق أن حزم عمر الخليفة هو حزم عمر الجاهلية و إن اختلفت الغايات و تنافرت البواعث ، و لكن كيف نفسر تلك الرقة التي كانت تتكلل حـزم عـمـر ، أين كانت تلك الرقة في الجاهلية ، أليس هو نفسه الذي نكل ببني عـدي ، ولم يسلم منه حتى أقرب المقربين منه ، ممن أعلنوا إسلامهم ، فإن لم تظهر رقته عليهم فكيف يمكن نسبة تلك الرقة إلى طبعه؟ ، هذا سؤال مشروع فعلاً ، و لكنه ليس محقا ، إذ أننا به نفترض أن الحزم يتنافى مع الرقة ، على العكس تماما ليس بين الصفتين تناقض ولا تعارض ، ولا تنافر ولا تضاد ، إن القسوة هي التي ضـد الرقة ، وليس الحزم ، وعمر كان حازما ولم يكن قاسيا ، ولكن لأن الحزم في كثير من مواقفه يرتدي زي القسوة يخلط الناس بينهما.
مقتطفات من كتاب عندما التقيت عمر:
- " - وكيف غاب عـمـن هو في مثل عقلك يا أمير المؤمنين أن يدرك الحق في أي الفريقين كان ؟! و كيف لمثلك أن يصنع صنما من تمر يعبده أول النهار و يأكله آخر الليل ؟! "
- " كان عمر يحدثني عن الهداية ، فيخطر لي رائد الفضاء الذي يعبد بقرة ، و الطبيب الذي يشرح جسم الإنسان و يرى دقة الخلق ثم يؤمن أن وراء هذا الإتقان خالقا ! و قد صدق الفاروق أن المسألة مسألة قلوب لا مسألة عقول."
- " كفر وإيمان في قلب واحد ، إنه التفرد ، و إنها الوحدانية، هل تقبل بشـراكـة مناة و اللات، تقبل بشـراكـة الـعـزى ! هذا شـأن الأصنام الـعـاجـزة ، و لـكـن الإله القادر لا يرتضي أن يكون معه في القلب أحدا."