تحميل كتاب لأنك الواحد الأحد تأليف مجموعة مؤلفين تحت إشراف مدوار أحلام- مكتبة خطوتي
كتاب لأنك الواحد الأحد تأليف مجموعة مؤلفين تحت إشراف دوار أحلام- مكتبة خطوتي
لمحة عن الكتاب:
كأنك تنظر الى السماء و الأرض فتبصر أنهما مخلوقتان، فلا يمكن لمخلوق أن يكون خ الق ، فالسماء والأرض يتغيران و الخالق لا يتغير ، لأن الذي يتغير يكون قد إكتسب شيئا جديدا لم يكن فيه من قبل ، هذا قول القديس أوغسطين الذي بحث في أصل الوجود وجوهره، إن كل مافي الوجود من مخلوقات، إن كان حيوانا أو نباتا أو أرضا أو بحر أو برا يدل بشكل مطلق على وجود إله عظيم شكل هذا الوجود و أبدعه، التدبر في العالم وفي خلق الله يولد الطمأنينة والراحة لقلوب البشر ، فيكون إدراكهم يقينا بعظمة هذا الإله، ثم إن الإسلام حث على التدبر في الوجود، لما له من أثر على قلوب البشر ، لأن الباحث في الوجود عندما يرى إعجاز الله في خلقه يتغلغل الى داخله الطمأنينة والسرور و الإنشراح ، ويترك عنه الخوف و الجزع والتفكر بالمستقبل ، فما دام المبدع العظيم قد خلق كل هذا فإنه على حزنك لقادر على جعله سرور، و لو رأيت كيف كان الكفار و الفلاسفة يبحثون في الوجود و في خلق الله لعرفت أن غاية البشرية كلها تكمن في معرفة و إيجاد الخالق ، بحثا عن الإجابات للأسئلة الخالدة ، من خلقني ؟ولما خلقت ؟ ومامصيري بعد الموت ؟ ولو أنهم تدبرو قليلا في الوجود لوجدو ضالتهم ، ثم إن الإسلام قد أجاب عن هذه الأسئلة و أوضحها ، وللتدبر غاية أخرى كذلك ، وهي بث اليقين في قلوب البشر فالمتدبر يدرك أن لهذا العالم مبدع لا تدركه الأبصار من جهة رؤيته و لكن من خلال أثاره على حد قول الفيلسوف طاليس، كل هذا و أكثر يمكننا منه التدبر والعودة للبحث في أصل الوجود، فمالنا لا نتدبر ؟
مقتطفات من كتاب لأنك الله:
- " التدبر عبادة قلبية صامتة من أفضل العبادات يتطلب فيها إحضار البصر والبصيرة بشكل لين و هادئ و عميق، فكان إبن عباس رضي الله عنهما يقول، إن تأمل ساعة في خلق الله في الكون و الشرع خير من قيام ليلة كاملة."
- " تأمل معي الكون شديد الإتقان سبحان من أبدعه بكل أصناف الطبيعة بأجمل الألوان، كلوحة موهوب فنان أنظر إلى الإختلاف، كل شيء في كيف لك أن لا تبتسم و أمامك منظر يداوي الألم رغم عمق البحر و المخاطرة الموجودة في جوفه إلا أنه يزيل الهم.."
- " إن الله خلق الإنسان في أحسن صورة و فضله على سائر المخلوقات ، بدأ خلقه من طين ثم كان نطفة ، ثم كان علقة ثم مضغة غير مخلقة، ثم كان مضغة مخلقة ثم كان عظاما ثم كسي العظام لحما ثم يولد طفلا حيا."