تحميل كتاب خواطر لآلئ كورونا تأليف مجموعة مؤلفين تحت إشراف كيحول خولة- مكتبة خطوتي
كتاب خواطر لآلئ كورونا تأليف مجموعة مؤلفين تحت إشراف كيحول خولة- مكتبة خطوتي
لمحة عن الكتاب:
كانت ليلة ماطرة يسكنها نوع من الصمت ، فجميع الناس يغلقون منازلهم و أبوابهم لا يبتعدون عن التلفاز ينتظرون رؤية أعداد المرضى والموتى فهم ضحية لفيروس خطير يدعى كورونا، كان أول ظهورا له في الصين ، إجراء تجربة لأحد العلماء على خفاش مريض فكانت تجربته مريعة وخاطئة حيث تولد مرض لم يكن بالحسبان ، تغير الكون بخطأ صغير ، بلحظة أصيب الكون كله ومنه ليصيب كل الناس والبلدان ليصل إلى موطني الجزائر بالتحديد ولاية البليدة ، حفر بذاكرتي هذا التاريخ فكان ديسمبر 2019 ، ثم أنتشر بباقي ولايات الوطن ، ليحصد أرواحا لا تعد ولا تحصى تقدر بالملايين ، أنتشر بسرعة تفوق سرعة انكسار الضوء ، استهزاء الناس به وكأنه ليس موجود وكأنه وهما ، لم يكن هناك تدارك للوضع . و رفضهم بالالتزام بتعليمات الاطباء ، البقاء في منازلهم والخروج فقط للضرورة وهذا بإتباع البروتوكول الصحي ، بإرتداء قناع واقي و وضع معقم بعد لمس أي شيء قد لامسة أشخاص من قبل : تجنب المصافحة أو الجلوس في مجموعات خاصة في الأماكن العمومية، ها نحن اليوم تجلس أمام الشاشة ننتظر الأخبار بحرقة لنعرف ما حصل و ما الذي سيحصل، بانتظار جدي الذي خرج لاقتناء ما ينقصنا ، عاد جدي وجلسنا جميعنا تتابع أخبار هذا الفيروس الذي إستولى على العالم ، رأيت جدي يبدو خائفا نوعا ما فسألته ما بك جدي ؟ قال : لا شيء أبنتي ، ليكمل كلامه بصوت منخفض قائلًا وأنا في المتجر سقط أحد الزبائن و كانت حرارته مرتفعة جدا ، يسعل وقد سمعته يقول أن عظامه ثؤلمه و رأسه يكاد ينفجر ، ألم ببطنه و إرهاق شديد على جسمه وكان يبدو شاحبا جدا . وهذه هي أعراض كورونا أليس كذلك !؟ قلت له : يا له من مسكين ، نعم هذه أعراضها ، قاطعني أبي قائلا : وهل أتى الاسعاف لأخذه ؟! فقال جدي : شيء أكيد يا بني . و أخيرا قد ظهر شريط أحمر أسفل شاشة التلفاز كتب عليه وبخط كبيرا عاجل : 823 إصابة جديدة و 20 وفاة ، 53 إصابة تماثلت للشفاء، حل الظلام وقدم الليل ، فبعد تناولنا للعشاء أخذ كل منا غرفته للنوم، مر عشرون يوما لأستيقظ في أحد الليالي وفي حدود منتصف الليل على صوت صافرة الإسعاف أمام منزلنا فتحث النافذة لأرى ما يحدث ، لأندهش من دخولهم مسرعين ، رأيت جدي شاحب اللون يتقطر عرقا بسبب الحمى يصدر صوتا يدل على ألمه فدخل المسعفين ليحملوه قائلين قوموا بتعقيم المنزل، جلست خائفة يبدو أن جدي قد أصيب بذلك المرض ، لا شك إن العدوى قد انتقلت إليه من ذاك الشخص الذي أخبرنا عنه قبل عشرون يوما لتظهر عليه الأعراض فكما نعلم أن أعراضه لا تظهر إلا بعد خمسة عشر يوما أو أكثر.
مقتطفات من كتاب خواطر لآلئ كورونا:
- " من تظن نفسك أيها الوباء ، تمشي بفخر بيننا و تتفاخر في الأرجاء، كف عن تعذيبنا ، و كفاك من أخذتهم منا ، بسببك أصبح الأطفال يتامى ، و حرمت كل من أراد الفرح من فرحته ، تسببت بموت أمهاتنا و آباءنا ، و أصبح نناجي الله بأن ينتقم لنا ، و نصرخ حزئًا و صرخاتنا ترتطم بين الأرض و السماء."
- " إنها في غرفة الانتظار، منذ إحضارك وهي تقول سينجو ولدي ، إن الله معنا ، آه أيها الطبيب اشعر بالضيق في الصدر هذا يعني إنه عليك التخلص من أنبوب الأكسجين ذلك.."
- " أشعر بثقل ، ما هذا ؟ أشعر بنفسي ثقيلًا لثانية و خفيفا لثانية أخرى ، لقد زالت الأمي ، لا حسب.."