تحميل كتاب أحاسيس من لهب تأليف مجموعة مؤلفين تحت إشراف عمري منار / راجع نجاة الكبرى- مكتبة خطوتي
كتاب أحاسيس من لهب تأليف مجموعة مؤلفين تحت إشراف عمري منار / راجع نجاة الكبرى- مكتبة خطوتي
لمحة عن الكتاب:
في غرفتي التي يحوم الظلام الدامس حولها و تتلبد سمائها بمطر بكائي المستمر ، وأنيني المكبوت في داخلها كل ليلة، وبرائحة بكائي الذي يبلل وسادتي في كل ليلة ، وبعد فترة وجيزة من بكائي المعتاد وانيني الذي يكاد ينفجر داخلي من فرط محاولاتي كتمانه، تذكرت عندما مسمعي وأستدرك أنها ليست المرة الاولى و لن تكون الأخيرة، أتعلم أحيانا أتمنى لو أنك كنت غريبا لا قريبا، لكنت ذكرى و لم تكن جرحا ينزف في كل مرة لما كنا قريبان كل هذا القرب، لكن ليت وهل ينفع ليت فذكراك تمر علي ، القريب والغريب ، لا احد يعلم كم اتأذى عندما يذكرون اسمك في احاديثهم و يوصلون لي خيباته في كل مرة ، تلك الخيبات التي كنت انا جزء منها ، ربما لم يكن اي منا عابرا في حياة الآخر ، لم ولن تموت كل يوم من ذكرانا، أما عن الحب فقد انتهى واما عن العهد فلا زلت أصونه لك على امل اللقاء يوما ، في حال تسمح ح لك بأن تضحي وتسمح لي بأن أقاسي زلاتك وأغفر أخطائك و أتناسى أنني من غيرت فيك كثيرا و لا زلت أحاول مع ما بقي، على أمل أن تشفى فنشفى أو تهلك فنهلك معك، أنا لست بخير ، كل شيء أمامي غير متماسك، أشعر و كأنني أحمل ثقل العالم بين كتفي حينا و فوق دماغي حينا آخر .تحاصرني افكار تكاد تخترق رأسي كلما حاولت عدم التواجد في قوقعة التفكير يجرني السيل اليها مجددا ، الشمس تؤلم دماغي و الهواء ثقيل على رئتي و الألوان تزعج بصري . صوت امي يبدو بعيدا . وصوت العالم يخترق سمعي أريد ان ابقى في غرفتي ، لا بأس بالجلوس في زاويتها و التأمل في السقف المحمل ببصمات نظري كل ليلة و على الأرضية اللعينة الحاملة لمطر عيني ، يتكرر هذا كل ليلة فيخطف النوم مني لأركن مجددا على الزاوية . انا لا أجيد الدفاع عن سعادتي سوى بالتظاهر انني بخير ، و الوقوف شامخاً احارب شعورا اقوى مني ، اشعر ان قدماي تحملان جسدا اثقل منها ، و روحي تحمل طاقة اقوى منها ، لقد فقدت سيطرتي على نفسي و تحكمي على مزاجي . و كل شيء أصبح يعبر دون مشاورة مني ، انا جالس فقط أراقب احلامي ، مشاعري ، أهدافي ، توقعاتي ، دموعي و خصلات شعري ، تمر أمامي و ليس لي سبيل أتبعه لألحقها، و كلما حاولت إصلاح ما بتر مني ، بخطأ ما أبتر ما تبقى من يدي ، و كلما حاولت تضميد جرحي أراه يجزني مجدداً الى نفس دائرة الخذلان و يخنقني هناك.
مقتطفات من كتاب أحاسيس من لهب:
- " و أنا للفراق ما عدت أطيق، و الله للفراق ما عدت أطيق، ما يزال الفؤاد جريح و تأتي أشرطة الذكريات مع مهب الريح، فيضطرم بها اللهيب و تتوقد بهيام الحبيب."
- " أقلب صفحات كتاب اقتنيته العام الماضي ولم أتجرأ على التجول ما بين أسطره لا أعلم السبب لكن لم يعد يروق لي كتاب غير كتبي ، ألاحظ الساعة ما بين الفينة و الأخرى و ذكريات غبية تتسلل لعمق ذاكرتي، لتحرر ضعف مكبوتا داخلي."
- " ظلام الليل يخيفني، صمت يعم المكان، هدوء بطعم أسود، ونسيم شتاء بارد، هنا أعيش عزلتي، هنا أقص أحزاني، دموع حرقت خدي، نزلت بدون مقدمات، شهقات كسرت صمتي.."