صوني أيتها الشريفة المؤمنة جسمك الطاهر من اعتداء الأعين الباغية، وحصنيه
بالإحتشام لتذودي عنه السهام العاتية، كوني شامخة بحجابك في زمن التبرج.
لمحة عن الكتاب:
تمشي كاسرة عيناها إلى الأرض بخطوات متثاقلة، لا يسمع صوت خطاها أحد قط،
فيبتعد الجميع عن طريقها و يشيحون بأنظارهم بعيدا عنها، تاركين للملكة حق المرور
أولا وهم مقاومون لرقتها يتحدون إبليس لأجلها ، تمشي بإستحياء ورائحة عفتها
وحيائها طغت، ولا يظهر منها سوى أناملها المتشابكة أمامها خوفا من أن تتلامس بشاب
مار وتكتب عليها زانية، نعم إنها ذات اللباس الفضفاض، تمشي ونور وجهها غطى الكون و
فاض، والإبتسامة على محياها لا تفارقها ڪأنها خلقت لتزيح هم كل مهموم، خلقت لتبتسم
فقط، و صوتها رقيق كصوت حسون، و لا يكاد يسمع وسط صخب الناس حولها،تغار على نفسها من
نظرات الناس لها، و حتى تغار و تخاف أن يرى فيها أحد شهوة فتبادر هي بالإنصراف
و تفادي كل جمع لتحفظ نفسها و دينها، و عفتها، هي الأميرة التي يتفادى الجميع معاكستها.
مقتطفات من كتاب و لا تغرنك زينتهن:
- " ابقي على طبيعتك ودعي التصنع للبلهاء، ليرحل من شاء ومن أراد يمكنه البقاء، ففي زمن الذئاب البشرية العفة دواء، الحجاب لن يزيدك سوى نورا وضياء، و بخمارك تنافسين السديم بهاء، فارتديه بثقة و لا تلتفتي للوراء."
- " نعم حين أمسكت بقلمي لأكتب و أبى قلبي أن يشكو لما وصلت إليه، فريضة من فرائض
اللّه ألا و هي السترة "الحجاب"،عذرا أُخَيَتِي إن كنت سأتدخل في شخصك
وأحدثك عن شيء يخصك، و إني أشهد اللّه أني لا أريدك أن تقعِ في حبائل الشيطان."
- " أترضين أن تكوني من المتبرجات اللواتي حرمت عليهم رائحة الجنة وأنتِ من أمة
سيد الخلق المصطفى عليه أفضل الصلوات وحفيدة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها."