كتاب حرر نفسك من الخوف
حرر نفسك من الخوف، تغلب عليه و عش حياتك دون قلق، هذا ما يدعو إليه جوزيف أوكونور في كتابه " حرر نفسك من الخوف".
نبذة عن كتاب حرر نفسك من الخوف:
في الحادي عشر من أيلول من العام 2001 ، كنت في إنجلترا ، أمضي فـتـرة بعـد الظهـر أقـرأ الجـريدة في كـرسـي مـريح . دخلت ابنتي فـجـأة إلـى الغـرفـة وأخبرتني أنها سمعت، خبراً من الراديون مـفـاده أن مركز التجارة العالمي في نيويورك قد انهار، بدا الخـبـر غـريبـاً للغاية مما دفعني إلى الشك فـيـمـا قـالته ابنتي، قمت بتشغيل جهاز التلفاز لأطالع ما كان يحدث، عرضت مختلف المحطات التلفازية صـوراً باتت جزءاً من الكوابيس التي يختبرها معظمنا حالياً، استمرت هذه المحطات تعرض صور ارتطام الطائرتين بالمبنيين ، وإن تكرار ذلك هو ما أدى إلى تخزين هذه المشاهد في ذاكرة الجميع، شعرت بأن ذلك مـجـرد كـابـوس أو بأنني دخلت إلى عالم آخـر لا تنطبق عليـه قوانين الحياة نفسها، كان المشهد مذهلاً مما جعلني أحدق فيه لنصف ساعة ، غير قادر على مغادرة المكان، انتابني خوف شديد، خرجت بعد شاشة التلفاز مدة ذلك من الغرفة و أجهشت بالبكاء، بعد أسبوع من الحادثة ، أمعنت التفكير فيما جرى، تساءلت عن عدد المرات التي عرضت فيها المحطات التلفازية هذه المشاهد المرعبة لانهيار البرجين، كم كررت وسائل الإعلام شريط الفيديو المرعب الذي أظهر ارتطام الطائرة الثانية بالبرج واختراقها له تماماً كالخنجر لا أعرف كم تم عرض هذه الصور ، قررت ألا أشاهد انهيار البرجين مجدداً ، إذ إن المشاهدة مرة واحدة كان كافياً للتأثير على إلى حد كبير ، لن أنسى هذا المشهد ما حييت، هكذا يتبلور الشعور بالخوف، لربما كانت وسائل الإعلام تسعى إلى هدف نبيل هو عرض الحدث ، وقد تكون ما أجبرت المحطات على ذلك، إلا أن هذا الأمر أثر بشكل سلبي على الوضع النفسي العام ، خصوصاً أن المشاهد قد حفرت في ذاكرة الجميع الأحداث هي بشكل يصعب نسيانه.
إن تكرار أي صورة مروعة يؤدي إلى ترسخها في الذاكرة ولذلك أثر طويل الأمد لا يختفي مع إزالة الركام، سيحمل معظمنا صورة انهيار البرجين معه في المستقبل ، وإن هذا المشهد يؤكد أننا لا نعيش في الأمان الذي كنا نعتقده سائداً في مجتمعنا، بات العالم فجأة أقل أماناً، كانت هذه الأحداث حقيقية و مرعبة ، و إثنا لا نريد نسيانها، ستستمر العواقب ظاهرة في حياتنا وفي مستقبلنا، إلا ان طريقة تذكرنا لهـا أمـر بالغ الأهمية، أدى ارتطام الطائرتين بالبرجين إلى وفاة آلاف الأشخاص وإلى تدمير الكثير من المباني، إلا أن اسوأ ما دمره ذلك الحادث هو راحتنا النفسية، يشكل كل راكب بريء وكل شخص بريء لقي حتفه في هذا الهجوم قـصـة مأساوية لها دور مهم في إثارة الرعب وطغيان الخوف على حياتنا، إن طبيعة الحادث ولدت عند الكثير من الأشـخـاص خـوفـاً مـن ركوب الطائرة ( انخفض الطلب على السـفـر جـوا بعـد أحـداث الحـادي عـشـر من أيلول ، وتدهورت حال الكثير من شركات الطيران التي اضطر بعضها إلى التوقف عن العمل ) ، انهيار البرجين إلى خوفنا من المباني العالية (انخفض سعر الشقق في ن تلك المباني بشكل لا يصدق )، زرع في نفس بعض الأشخاص خوف من المسلمين ، وراقب الكثير منهم أولادهم أثناء نومهم ، متسائلين عن الحال التي سيؤول إليها عالمهم، يمكننا فهم الكثير عن الخوف من خلال التفكير بهذه المسائل المتأتية من حوادث مروعة كالهجوم على مركز التجارة العالمي، إن وقوع أي حادث مماثل يؤدي إلى خوف من المستقبل الذي قد يحمل معه موقفاً آخر مثيراً للرعب و القلق.
مقتطفات من كتاب حرر نفسك من الخوف:
- " إن حياتنا مـوجـهـة نـحـو ضـرورة قيامنا بالعديد من الإنجازات إضافة إلى تحقيق الأهداف المبتغاة ، لذلك الكثير من الفوائد ، إلا أن هذه المقاييس لا تخلو من السيئات والعوائق، كثيراً ما نشعر بأننا نشكو من علة ما إن لم ننجح وإن لم نحقق أحلامنا وإن لم نتمتع بالسلطة المطلقة وبالثقة بالنفس، يغلب علينا في ن الحالات الإحساس بالفشل ، مما يولد شعوراً بالقلق الذي يصيب معظمنا."
- " ما هو الخوف ؟ ما معنى الشعور بالخوف ؟ الخوف إحساس أساسي عند الانسان ، والغاية منه هي حمايتنا ، الخـوف شعـور بالغ الأهمية ، وهو إحساس بغيض يخالجنا عند اعتقادنا بأننا نتعرض للخطر، قد يكون الخطر حقيقياً أو خيالياً، كثيراً ما لا نتوقع الخطر ، ولذلك ، فإننا نشعر بالخوف عند تعرضنا إليه، إن الخوف تعبـيـر تجريدي ، وينبع من ردة فعل جسدية عندما أو نسمع أو نشعر أو نلمس أو نتذوق أو نشم شيئاً ما، قد يكون ما تختبره حواسنا أمـراً حقيقياً وموجوداً في محيطنا ، وقد يكون مسألة من نسج خيالنا ، مهما كان أساس هذا الشعور ، فإن الخوف ليس شيئاً نملكه بل هو أمر نقوم به.."
- " تخيلوا أنكم تمشون وحدكم دون التفكير في أي أمر محدد ، بدأ حلول الليل ، و كنتم على وشك الوقوع في حفرة عميقة، تتـوقـفـون فـجـأة وفي الوقت المناسب ، وقلبكم يخفق بشدة وسرعة مذهلين، يحصل كل ذلك في نصف ثانية، العاملان المؤثران عليكم في البيئة الخارجية هما الحفرة و زلة قدمكم، تشعرون بالخوف إذ إنكم فجأة معرضون لخطر الوقوع ولإمكانية التعرض للأذى، الوقوع هو أحد أهم العوامل التي تخيف الإنسان منذ طفولته."
تحميل كتاب حرر نفسك من الخوف Pdf: