كتاب خراب تأليف مارك مانسون- مكتبة خطوتي
هل تساءلت يوما عما يجعل الناس يشعرون أنهم أكثر قلقا و تعاسة، على الرغم من ازدياد حياتهم يسرا؟ ، هذا ما يجيب عنه كتاب "خراب" للكاتب مارك مانسون.
لمحة عن الكتاب:
على رقعة صغيرة من الأرض، في ريف وسط أوروبا ذي الطبيعة الرتيبة ، بين مستودعات باقية من ثكنات عسكرية قديمة ، سينشأ شر مقيم في هذا المكان ، شر أكثر عتمة و ثقلا من أي شيء عرفه العالم من قبل سيجري هناك على امتداد خمس سنين ، على نحو منهجي ، خزن مليون و ثلاثمئة ألف إنسان ، و استعبادهم و تعذيبهم و قتلهم ، و سوف يحدث هذا كله ضمن مساحة ليست أكبر إلا قليلا من حديقة سنترال بارك في مانهاتن ، ولن يفعل أحد شيئا لإيقاف ذلك، إلا رجل واحد، هذا شيء يشبه ما نسمعه عادة في القصص الخيالية و الكتب المصورة، بطل يسير منتصب القامة فيدخل بين فكي الجحيم الناريين حتى يواجه واحدا من تجليات الشر الكبرى، فرص النجاح مستحيلة، و الأساس المنطقي يدعو إلى الضحك، لكن بطلنا الأسطوري لا يعرف التردد أبدا ، ولا يرف له جفن، يقف مرفوع الهامة ، ويذبح التنين ، و يسحق الغزاة الشياطين ، و ينقذ الكوكب، و قد ينقذ معه أيضا أميرة أو أميرتين، و لوهلة من الزمن ، يكون الأمل موجودا، لكن هذه ليست قصة عن الأمل، إنها قصة عن كون كل شيء خرابا في خراب، خراب ذو حجم كبير ، ذو أبعاد لا نستطيع تخيلها ، أنا وأنت ، بعد أن صرنا ننعم بالإنترنت المجاني و ببطانيات دافئة وثيرة.
كان ويتولد بيلينسكي واحدا من أبطال الحرب في بولونيا قبل أن يقرر التسلل إلى معسكر أوشفيتز، ففي أول شبابه ، تلقى الضابط بيلينسكي أوسمة في الحرب البولونية السوفياتية التي جرت سنة 1918، لقد سدد ركلات عنيفة للشيوعيين حتى قبل أن يعرف أكثر الناس شيئا عن مدى سوئهم، و بعد الحرب ، أقام بيلينسكي في الريف البولوني ، وتزوج معلمة مدرسة ، وأنجب طفلين، كان رجلا يستمتع بركوب الخيل وبالقبعات الجميلة و بتدخين السيجار، كانت حياته حسنة ، وبسيطة، ثم أتى هتلر و قبل أن تتمكن بولونيا من التأهب للمواجهة ، كان النازيون قد اجتاحوا أكثر من نصفها، فقدت بولونيا أرضها كلها خلال شهر و بضعة أيام، لكن تلك لم تكن معرك ركة منصفة على الإطلاق، أتى الغزو النازي من الغرب ، وأتى الغزو السوفياتي من الشرق، كان ذلك أشبه بأن يجد المرء نفسه مسحوقا بين صخرتين . لكن الصخرة الأولى كانت قاتلا مهووسًا أصابه جنون العظمة فأراد أن يغزو العالم كله ؛ وكانت الصخرة الثانية حالة من الإبادة الجماعية المفتقرة إلى أي معنى، لا أزال غير واثق من أي الصخرتين كان هذا و أيهما كانت تلك، في أول الأمر كانت وحشية السوفيات أشد كثيرا من وحشية النازيين، لقد فعلوا ذلك من قبل ، كما نعرف « أن تطيح بالحكومة وتستعبد السكان بحسب إيديولوجيتك المختلة » ، وكان النازيون لا يزالون « إمبريالية عذراء » ، إلى حد ما ( ليس تخيل هذا الأمر صعبا عندما ينظر المرء إلى شاربي هتلر في الصور )، قدر عدد المواطنين البولونيين الذين اعتقلهم السوفيات وأرسلوهم إلى الشرق بنحو مليون شخص، فكر في هذا للحظة، مليون شخص خلال شهور فقط اختفوا، لم تتوقف رحلة بعضهم إلا في معسكرات الغولاغ في سيبيريا ؛ و عثر على جثث الآخرين في قبور جماعية بعد عشرات السنين من ذلك، و لا يزال مصير الكثيرين مجهولا حتى هذا اليوم، خاض بيلينسكي هاتين المعركتين، حارب ضد الألمان ، و حارب ضد السوفيات، و بعد الهزيمة ، شكل عدد زملائه الضباط البولونيين حركة مقاومة سرية في وارسو، كانوا يدعون أنفسهم « الجيش البولوني السري ».
مقتطفات من كتاب خراب:
- " إننا نعيش في حضارة تجعلنا غير محتاجين إلى رخاء ، أو إلى سلم ، أو إلى زينة جديدة لسياراتنا الكهربائية، لدينا هذا كله، نحن في حاجة إلى شيء أكبر أهمية من هذا، نحن حضارة و بشر في حاجة إلى الأمل."
- " هذه هي حقيقة الحياة التي لا نستطيع مواجهتها، ليس كل ما تفكر فيه ، أو تفعله ، إلا محاولة مضنية لتجنب هذه الحقيقة، لسنا أكثر من غبار كوني لا أهمية له، لسنا أكثر من غبار يتحرك و يدور على شذرة زرقاء ضئيلة سابحة في الكون، لكننا نتخيل أن لنا أهمية، و نخترع لأنفسنا غاية، نحن لا شيء إذا ، استمتع بقهوتك اللعينة، بطبيعة الحال لا بد لي من كتابة هذا بحروف صغيرة جدا ، و سوف تستغرق كتابته زمنا غير قليل ، مما يعني أن صف المنتظرين في ساعة الزحام سوف يبلغ باب المقهى، ثم إنها لن تكون خدمة عملاء جيدة، لعل هذا واحد من الأسباب التي تجعلني غير صالح للوظيفة."
تحميل كتاب خراب Pdf: