تحميل كتاب مكاتيب تأليف مجموعة مؤلفين تحت إشراف فهيمة علاوي / نورة شويطر- مكتبة خطوتي
كتاب مكاتيب تأليف مجموعة مؤلفين تحت إشراف فهيمة علاوي / نورة شويطر- مكتبة خطوتي
لمحة عن الكتاب:
كتاب "مكاتيب"، هو كتاب يتمحور حول كمية الإيمان بالقضاء والقدر وأن ما كتب الله لنا سيصيبنا و حول رضى النفس البشرية بقضاء الخالق، حيث تناولنا قصص قصيرة وكذا خواطر بينت وجهة نظر كل شخص ومثله بكلمات خط فيها ماعجز لسانه عن البوح بها و ما كان يخفيه في مهجته من هم و حزن و سعادة و فرح .
لم أعش طفولتي كباقي الفتيات، و حتى مراهقني كانت أبعد ما يكون عن الشبه بحياة باقي المراهقات، لطالما كنت وحيدة منزوية على نفسي و خلف شحوب وجهي ماض مرير، لم أنس لحظة صراخهما في تلك الليلة العاصفة إذ كنت أحتمي تحت مضجعي لئلا يصيبني شيء مما هدموه في بيتنا، لم يصبني شيء ليلتها، لكن أقسم أن فؤادي أصيب، بعد نزاعهما الشديد الذي انتهى بصرحة من ابي «انت طالق!» حطمت جدار الود بينهما و حطمت قلبي أيضا!، تطلقا و انتقلت لأقيم في علية ببيت جدي، في غرفة مشتركة مع أمي اتخذناها ملجئا لنا بعد الله، لازلت أذكر يوم زرت بيت أبي و رأيت غرفة أختي منه، ربما لم يلفتني حجم الألعاب و لون الستائر و نوع السرير يقدر ما لفتني دولابها الذي جرني عصبا لتذكر هيئة دولابي الميتور بابه المنثور شطايا رجاح مرأته، ومع ذلك بلعت غصة في حلقي و اخفيت دمعت تطفات لتفضح حجم الخيبة في عيني، لملمت ما بقي مني وتحاملت على نفسي و غادرت أختي بابتسامة لم أدر ما قصدت بها، إن شئتم قولوا غارت، لكنها والله مؤلمة فروق العيش بيننا، فبغض النظر عن الخلافات مع أمي أبقى فلذة كيده، لكن ليته يدري، كما أني لم أنس أني درست مع شقيقتي بنفس الثانوية، لم أنس لحظة أن نادت إحدى الزميلات على صديقتها و قالت « أتدرين أنها أخت الهنوف؟؟!»، تعاملت بيرود مع الموقف عكس الجحيم داخلي، و أنا أبصر دهشة الأخريات من فارق العيش بيني وبين شقيقتي الصغرى، تغاضيت عن نظراتين المشمئزة لي و همهمات الاحتقار لهياتي ثم نظرت بهن وعقيت: « و إن يكن... الفقر قلوب لا جیوب» ثم أخذت كتبي المهترنة و قمت لأغير مكاني عسى بذلك يتغير حالي.
مقتطفات من كتاب مكاتيب:
- " حسبت البعد يفعل شيئا ويكون سببا في النسيان، لكنه لم يفعل ألا العكس فأصبح الألم كالإدمان، الخمر إدمان حرام لكنه لا يؤذي كالحب الولهان، تعذبت كفاية فلما التجارب من جديد من كل الألوان، كل من أحببت مصيرهم الزوال و الكذب و البهتان.."
- " وما الحياة سوى مكاتيب، إيمان بالقضاء ولعبة من القدر، كمسيرة العندليب نحو الصحر، قد تأتي لنا أو علينا ولن تلقى منا غير الصبر، تسعد قلوبنا و تبهج أساريرنا أو تبكينا دموعا كقطرات المطر تروي وجنة عطشة بملوحة الصبابة التي انهمر منها السيل وسال قطرة قطرة، فلنعش كما كتب لنا، فالله أرحم منا علينا.."
- " هل علينا طاعة الثقافة و البقاء صامدين كالحيطان؟ ، و شعلة صدورنا و خفق القلب حريق من النيران.."