كتاب قبل الوسن تأليف مجموعة مؤلفين تحت إشراف بنزرقة صبرينة- مكتبة خطوتي
إلى من يبتلعون الكلمات و يجعلونها غصة في حناجرهم، إلى من لا يستطيعون البوح بمكنونهم، إلى أولئك الصامتون الثرثارة عقولهم..إليكم نهدي هذا الكتاب.
لمحة عن الكتاب:
نغم يفقد وتره بين أيام سنوات تمضي و أيام تحكي، قطرات تتلاشى مع الزمان، تروي وجع الماضي في سطور الحاضر، و يقضي عليه الحاضر بأن تفقد في المستقبل، سحب ذكريات تتكاثف، و برودة الوجع تقترب، و لتسقط غيثا من الأحزان و تذكره بتلك الأيام، غیث سال مجراه عن القلب، ليستعيد بريقه، و يستسلم للحاضر، حاضر كان أساسه كسر قيود ماضي، في غفلة من الزمن تستعيد وعيك بلا ألم، هل أنت في حيرة عما جرى و ما أصبح يجري، لا تفكر كثيرا فالتفكير يفقد صاحبه العيش في الواقع، هل تحتار في فن كلامي، أم أنك لا تفهم المعاني، سأروي لك قصة عن همسة طارت من بين جمع الثلوج، كلمة وراء كلمة، طفلة تفننت في المعرفة، زخرفات الفرح قلبها تعكس نور ملامحها لا تسال كثيرا ولا تتعقد في التفكير فتضيع، أنت كهمسة مطر تتجمع بالفرح في غيمة و تسقط على أرض من زمن تحي قلب تربة, كن أنت من تصنع الحياة، لا الحياة من تصنعك، همست طارت من قمة احزان لتعزم على نفسها أن تمضي في هذه الأيام، أعجبتك الطفلة كثيرا، فهي حقا همسة يأنبك ضميرك بأنك لا زلت عالقا في الثلوج.
أرق أصابني و نوم طار من عيني، و نجوم تطل علي من نافذتي لتأنسني تارة تغمز لي و تقول لي يا حسرتي، و فجر اقترب من ليلي ليروي قصتي، يلمح إلى قبلتي لأستجيب نداء صلاتي و دعاء أوله و آخره حمدا على حياتي و على مماتي، بعد كل هذا أسئلة تراودني بين الحين و الفينة، هل العيب فينا أم من أناس و همسات، هل الدمع فياض أم قهقهة الإبتسامات، هل عقولنا جائعة أم قلوبنا ذهبت و هوت، هل الجوع في قلوبنا أم الجوع في عقولنا، هل العلم صعب أم صعب علينا صعود الدرجات، هل النبضات أساس القلب أم النبضات هي من تحيا فيه، قلبي ينادي هل من مستجيب، تلك الفتاة المرحة أصبحت تهرب إلى الليل لتشكو جرحها، أصبحت تنتظر ذلك الأمل لينقذها، أتصدق أني أضحك على ذكرياتي معك، نعم إني أكاخ لأطرد أفكاري بعيدا عنك، إنني أعشق الليل لأنه يذكرني بك، ربما أنا غبية لكن ما ذنبي إن كان قلبي تمسك بك، لكن لماذا حبستني في في قبظتك، و أنت لا تريدني، إنها أنا تلك الفتاة القوية
التي ذبلت في حضنك، لكن كن متأكدا أنني سأعقد اتفاقا مع قلبي.
مقتطفات من كتاب قبل الوسن:
- " جعلني أنسى تلك الخيبات التي مررت بها، و أنه حل مكان أبي، و مد لي كل ما يملك، من الحنان الذي فقدته بعد أبي، و من صعب أن أسلم لك هذا المكان العظيم، لكن أردت منك شيء، أن تكون مثل أبي، أن تجعلني صغيرتك، و تحسسني أنني لا زلت على قيد الحياة.."
- " يقال عنا أهم و أقرب الأصدقاء، لكن لا يعلمون عنا أي شيء، كلنا مجرد أعداد في قائمة أحدهم، نغيب، نمرض، نصارع ظروف الحياة، و قد نموت و لا يعلمون إلا بعد طول زمن.."
- " أي شجرة زرعنا بدنيانا لتكون فاكهتنا حراما، و ليكون اجتماعنا خطيئة، أقامت عليها الأمم حدودا، بثينة أنا يا جميلي و ليلاك يا من قسى بالبعد، و قال هجرا مقبولا، زليخة أنا، و ما راودت الأقدار بعدك يوما."