كتاب للرجال فقط تأليف أدهم شرقاوي- مكتبة خطوتي
إهداء إلى الرجال الذين إذا عاهدوا لم يغدروا لأنهم يعرفون أن « العهد كان مسؤولاً » ، و إذا أعطوا ميثاقاً لم ينقضوا لأنهم يعرفون أنه « ميثاقاً غليظاً »، و إذا أخذوا قلباً لم يعبثوا لأنهم يعرفون أن الله أمر أن تؤدي الأمانات إلى أهلها.
نبذة عن كتاب للرجال فقط:
هل سألت نفسك مـرة ، لماذا تتكلم النساء أكـثـر منا نحن الرجال ؟ أو لماذا هن أكثر انفعالاً منا تجاه المواقف والأحداث ؟ أو لماذا لا يجذبهن الحديث في السياسة و الاقتصاد ؟ أو لماذا هن أكثر رومانسية منا ؟ أو لماذا هن شغوفات بالتفاصيل الصغيرة ؟ أو لماذا لديهن اهتمام بالآخرين أكثر منا نحن الرجال ؟ أو لماذا تبدو مواقفهن أحياناً عاطفية لا عقلانية ؟ أو لماذا يرغبن بالخروج من المنزل أكثر منا ؟ أو لماذا هن حساسات زيادة عنا ؟ أو لماذا يستغرقن وقتاً أطول منا لتجهيز أنفسهن إذا أردنا الخروج معاً ؟ أو لماذا من غير دقيقات في مواعيدهن غالباً ؟ تسأل نفسك عن السبب ربما لم : أو لعلك انتبهت الآن فقط أن هذه الفوارق موجودة فـعـلاً ولم تكن تلقي لها بالاً من قبل ، رغم أنك تعايشها كل يوم ، وعلى سيرة كل يوم دعني أسألك : ألم يحدث مرة أن أهمك أمر وأشغلك فجلست منكفئاً على نفسك تقلب الأمـور وتـسـتـعـرضـهـا باحثاً عن حل وجاءت هي تريدك أن تتكلم وتخبرها بما يجول في خاطرك وفي تلك اللحظة لو خيروك بين الكلام وتسلق قمة افريست لاخترت أن تتسلق قمة افريست على أن تتكلم ؟! ألم يحدث مرة أن شاهدتما فيلماً معاً فبكت هي لموت أحد البطلين ، أو ابتهجت لعناق كان بينهما ، بينما أنت لم تبك ولم تبتهج ؟ ! ا ألم يحدث مرة في سـهـرة عائلية كان الحديث في السياسة والاقـتـصـاد وكـرة الـقـدم فـرأيت في وجـوه النسـاء مـلامح عـدم الاكتراث ، ثم لما صار الحديث عن عرس فلانة ، أو تخفيضات في أحد المحال التجارية في السوق ، أو عن الألوان الدارجة هذا العام ، دبت الروح فيهن مجدداً ؟! ألم يحدث مرة أن مرت مناسبة تتعلق بك ولم تحضر لك فيها هدية فلم تلق للأمر بالا ، بينما لما نسيت مناسبة تتعلق بها بدت في قمة تبرمها وربما عاتبتك ؟! ألـم يـحـدث مـرة أن ذهبت إلى عـشـاء من دونها ثم لما عدت تفاجأت أنها تسألك عن تفاصيل لم يخطر ببالك أن تنتبه لها، أنت لا تتذكر لون « الشرشف » على طاولة الطعام هذا إذا تذكرت أساساً أنه كان هناك شرشف ! وحتماً كنت تأكل ولم تتوقع أن تسألك إن كانت الصحون متناسقة ، وإن سألتك عن أكواب العصير ستتفاجأ أنك لا تتذكر سوى الـعـصـيـر ! حتى ملابس أصدقائك و أحذيتهم ، وسـاعـاتهم لم تلاحظهـا كلهـا ، أقسم لك أنهـا لـو كـانت مكانك لأخـبـرتك بكل هذه الأشياء التي سألتك عنهـا وتلك التي لم تسألك عنها ! ألم يحدث مرة أن حدثتها عن مشكلة أحد أصدقائك فعادت ، بعد مدة لتسألك ما الذي حدث في تلك المشكلة ؟! ألم يحدث مرة أن مرت بكما مشكلة فتفاجأت بموقفها الحاد ، ورحت تسأل نفسك هذه العاقلة المثقفة المتدينة كيف يمكن لها أن يكون موقفها عاطفياً إلى هذا الحد ، هذه التي تحسب كل شيء بدقة لماذا تبدو الآن كمراهقة في السادسة عشرة ؟! ألم يحدث مرة أن أخبرتها أنك ستصطحبها إلى مطعم ، أو حفل زفاف ، أو زيارة قريب ، ثم ألغيت هذه الفكرة فرأيت ردة فعلها حادة جداً لدرجة أنك سألت نفسك : ما المهم في الأمر إنه مجرد مشوار لم يتم ؟! ألم يحدث مرة أنكما أردتما الخروج معاً ، فاستغرقت هي وقتاً لتـتـجـهـز بإمكانك أنت في هذا الوقت أن ترتدي ثيابك كلهـا وتخلعها ؟! وكنت أنت تتذمر خشية أن تتأخرا بينما لم يعن لها الوقت بالقدر الذي عناه لك ؟! لا شك أنك تقول في نفسك : نعم لقد حدث هذا فعلاً ! ولربما تسأل كيف عرفت أن هذه الأمور قد حدثت معك ؟! في الحقيقة هذه الأمـور حـدثت معي أيضاً ، و مع صـديقـك ، و مع جـارك ، ومع رجال لا تعرفهم في بلدان أخرى!
النساء هن النساء يـا صـديـقـي مـهـمـا اخـتـلفت ثـقـافـاتهن ومستوياتهن الاقتصادية ومجتمعاتهن ، ثمة شيء مشترك بين كل المنضويات تحت لواء الأنوثة ! وما ينطبق عليهن ينطبق علينا نحن الرجال كذلك فثمة قاسم مشترك بيننا جميعاً ، وإن شئت قل مجموعة من الطباع توجد في كل منا وإن تفاوتت من رجل إلى آخر ! الحقيقة التي عليك أن تدركها أن النساء مختلفات عنا ، في طبيعتهن ، في طريقة التعبير عن مشاعرهن ، في اهتمامهن ، في الأشياء التي يجدن فيها تسلية ، أو في تلك الأشياء التي تسبب لهن ضجراً . للمرأة ، حدث ما كما نتفاعل معه ، المشاكل تقع بين الرجل والمرأة بسبب عدم فهم طبيعة الرجل ، وعدم فهم المرأة لطبيعة الرجل ! نحن نريد أن تتفاعل النساء مع . يشعرن كما نشعر ، وأن يأخذن بعض الأمور ببساطة كما نأخذها ، وأن يأخذن بعض الأمور الأخرى بمزيد من الاهتمام كما نفعل ! بالمقابل هن يردن منا الأمر نفسه ، أن نشعر مثلهن ، ونتفاعل مثلهن ، ونأخذ بعض الأمور بعدم الاكتراث كما يفعلن ، أو نولي شيئاً ما مزيداً من الاهتمام الحال لديهن ! كما هي ، أن ينتظر الرجل من المرأة أن تكون نسخة عن تفكيره وإحساسه و تنتظر المرأة من الرجل الشيء نفسه و هذا أمر يستحيل أن يكون.
مقتطفات من كتاب للرجال فقط:
- " هذا لا يعني أنه عليك الاسـتـمـاع على الدوام دون أن تحـرك ساكناً ، عليك أن تُميز بين ما يمكنك حله من المشاكل التي تشكو لك منها ، و بين تلك التي نصنفها واقعة بمشيئة القدر ، فأمك لا أنت قادر على استبدالها بأخرى ، ولا يسمح لك أن تفرط بـبـرها على أية حـال كـانت."
- " مثل هذه المواقف البسيطة سنبقى نغضب منها ما دمنا لا نعرف لماذا تقع ، وما الباعث عليها ! أعتقد أننا وصلنا إلى بيت القصيد : لماذا لا تكف النساء عن إسداء النصائح ؟ ولماذا يغضب الرجال من هذه النصائح ما دام هدف النساء منها مصلحة الرجال ؟!"
- " المرأة مفطورة على الرعاية وإن كان لها حظ من الإنتاج ، بينما الرجل مفطور على الإنتاج وإن كان له حظ من الرعاية ، بمعنی نتحدث عن السمة الغالبة عند كل منهما ، فعندما نقول أن المرأة مفطورة على الرعاية لا نعني أنها لا تنتج ، على العكس هناك نساء لهن وظائف ، وبارعات في مجالهن.."