كتاب ما بعد الذنب تأليف مجموعة مؤلفين تحت إشراف نور الهناء و أسماء حناشي
إلى كل من أرهقتهم الذنوب و لم يجدوا المناص، إلى كل من تعبت أرواحهم من الفوضى الداخلية و لم يتمكنوا من الخلاص، إلى كل نفس تتلهف إلى التوبة و العودة الى الله، إلى كل من قالوا : " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخيرين " ( الأعراف : 23 )
نبذة عن كتاب ما بعد الذنب:
عندما تنوي التوبة و ترك المعاصي و المحرمات، بادر بها قبل أن يأتيك الشيطان و يهوي بك إلى طريقه، و لا تجعل التفكير في الماضي يعرقل أمرك و يصدك عن سبيل الله، فكر في المستقبل، و اعلم أن الحسنات يذهبن السيئات لقوله تعالى " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " ، فكلما علمت بحسنة افعلها، وكلما علمت بسيئة تجنبها، بادر بالتوبة قبل أن يأتي يوم لا مراد لك من الله، و لا تقنط من الغفران يوما و لو كانت ذنوبك ملئ وادي سيغفرها الذي قال حقاً كتابه نبئ عبادي.
إن كلماتي لك وليست مجرد سطور، أ ألهتك الملذات و الشهوات و دخلت مرحلة الفتور ؟ تتمادى في المعاصي و تقول الإيمان ليس في الظواهر إنما في الصدور ! تدعي الفقر و أنت من إشترى المخدرات و الخمور أكانت الصلوات و العبادات بمال أو تعترف أنك فجور ! بنيت مكانك في الفناء و تعاليت في البنيان و القصور أكلت لحم من حولك ، و إتهمت العفيف بالباطل لكي تصبح مشهور، و بدلت رضى الله عليك بسخطه لك أأنت فخور ؟ تلذذت بأجساد النساء ولم تكن إلا بضع ثواني لقضاء شهوتك أأنت مسرور ؟ !، و عندما أيقنت بما إرتكبته من المعاصي قلت إنه ليس من المقصود فأنا مسحور لا تقلق لك فرصة بعد هاته الذنوب فأنت قصرت و هذا مايسمى بالفتور، عد إلى الله فقط عد، أبواب التوبة مفتوحة فلا تصعب الأمور، فمهما كانت ذنوبك فلا تنسى أن الله تواب و رحمته إتسعت السموات ، الأرض و البحور و فعد لطريق الله فبعد ذلك لن تبصر إلا النور و إن ضاقت القلوب فكلام الله فيه دوائك لا تتركه مهجور إرضى بماكتبه لك ربك و إحمده وكن شكور و بإذن الله ذنوبك ستذوب و لو كانت أقصى من الصخور فقط عد إلى ربك فمها كانت أعمالك صغيرة فعليها مأجور، لقد خلق الله الإنسان هلوعا ؛ فلا تكن بما نلت من دنياك فرحا ، ولا بما فاتك ترحا ، ولا تكن مما يرجوا الآخرة بغير عمل ، ويؤخر التوبة لطول الأمل فمن شغلته دنیاه خسر آخرته ؛ وأن القلب يمرض كما تمرض الأبدان ، وشفاؤه التوبة والقلب يصدأ كما تصدأ المرآه وجلاؤه الذكر والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى ، وزينته التقوى ، ويجوع ويظمأ وطعامه وشرابه المعرفه والتوكل على الله سبحانه وتعالى وقال لقمان لا تؤخر التوبة ، والله إسمه التواب ، وترك الخطيئة خيرا من معالجة التوبة ، إن الله يحب العبد التواب ، والتوبة هي عودة العقل والقلب من الخطأ ورده إلى الصواب الله عزوجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها . من ندم فقد تاب ؛ ومن تاب فقد أناب، و أن الله يطيب خواطرنا فيلهمنا التوبة والاستغفار والتائب من الذنب كمن لا ذنب له و التائب حبيب الرحمن، اللهم إجعلنا من التوابين و الأوابين.
مقتطفات من كتاب ما بعد الذنب:
- - " و إن ضاقت القلوب فكلام الله فيه دوائك لا تتركه مهجور إرضى بما كتبه لك ربك و إحمده وكن شكور و بإذن الله ذنوبك ستذوب و لو كانت أقصى من الصخور فقط عد إلى ربك فمها كانت أعمالك صغيرة فعليها مأجور."
- - " تحت ستار العفة ينسيني ما أنا تملكتني ليلتها قشعريرة هزت بدني ، لم أنم يومها من التعب رغم أن جفوني كانت منهمكة بين آهات جسدي و حرارته ، رحت أرسم في مخيلتي عالما فيه ، لقد أخبرتني أحلامي أن الموت ليست بهينة ! و أن جهنم ليست بموطن فيه الراحة يوما، فتذكرت تبرجي تارة و معاصي تارة أخرى، لقد كنت أنظر إلى ملابسي تلك الشبه عارية ، لم أجد فيها متسعا يخبئ خطيئتي ، تثاقلت أنفاسي وكنت أكاد أدخل في سباتي ، و لكن الموت قطعها الى ان احسست بأنني على مشارف قبري.."
- - " أصبحت أرى داك الكيان روحي ، لا طعم ليومي دون رؤيته ، ولا حياة لي دون سماع صوته الذي يتغلغل في شراييني كجرعة مورفين ، اعلم ان الشكر حرام لكن مافائدة الكلام مع قلب لايملك عقلا. "
تحميل كتاب ما بعد الذنب Pdf: