كتاب عذرا يا قدس تأليف مجموعة مؤلفين تحت إشراف نسيمة بلفار- Ebooks-Pdf
كتاب عذرا يا قدس تأليف مجموعة مؤلفين تحت إشراف نسيمة بلفار- Ebooks-Pdf
هذا الكتاب "عذرا ياقدس"، يتناول في محتواه القضية الفلسطينية، ومواضيع عن القدس الشريف، مسقط الأنياء ومسرى المرسلين، و أيضا الحالة الاجتماعية، والعنف الذي يتعرض له أبناء المقدس، هي نصوص وخواطر كتبت بأقلام مؤلفين من جميع أنحاء المغرب العربي، ترنموا بعشقهم للقدس، و بحبها الذي يسري في دمائهم، ومنذ نعومة الأضافر عجزوا عن التضحية والفداء لها، فأبوا إلا أن يكون جهادهم الحبر والورق، و أن يمجدوا هذه القضية وتكون أولويتنا، فالقدس لنا وليست لغيرنا، عاشت القدس عربية، وتبقى كذلك، هي مسرى الأنبياء ويبقى حلمنا وكل مرادنا أن نرى هذا الوطن حرا يزهى بالأمن والأمان.
وراء تلك الجدران الكئيبة، و خلف تلك القضبان الحديدية، و بين ثنايا ذلك الظلام الحالك، وفي تلك الزاوية من زوايا تلك الزنزانة الإنفرادية، تقبع براءة بجلدتها وصلابتها، وكأنها تحمل هم الدولة الفلسطينية لوحدها، كانت الدماء تنتشر في كامل جسدها، نعم، لقد كان الجسد جسد صنديد وليس جسد هزيل كما هي أجساد أنداده من الأطفال، نعم، لقد كان الجسد عاريا يكشف عن ماذا حل به بسبب عدم الإفصاح عن أسرار بلده، لم يرحمه ذلك الوحش الإسرائيلي ؛ فقد أذاقه كل أنواع التعذيب، من جلد وصعق و أعمال شاقة، لكنه لم ينطق بكلمة، لقد حمل من الرجولة ماحمل، بل قل من البسالة و الشجاعة ما حمل، إنه بطل في هيئة براءة، كان رجلا في ملامح طفل صغير، كان ذكر الله لا يفارق لسانه، وكان يكثر من لا إله إلا الله محمد رسول اللّه عندما يشتد تعذيبه، عندما سألوه عن ترديدها قال، هي تزرع فيّ القوة وتزيد مقاومتي للتعذيب، كان عندما ينطقها يتراجع ذلك الجلاد مهرولا خارج الزنزانة، كانت تلك البراءة تنطق بلا إله إلا الله محمد رسول اللّه عندما يضعف ويحس أنه سيسقط، لكنه لا يريد أن يبدي انكساره، لذلك فالأسد المتعطش لفريسته لا إله إلا الله كانت ترعبه، أشد الوحوش الإسرائيلية كانت تعذلهم تلك العبارة، فكانوا يفرون بلا أدنى سبب، هذا ما كان يبدوا لكنهم اعترفوا لأسياديهم أنه عندما ينطق بتلك الجملة يلتف به الكثير من الفرسان ذوي أسلحة جبارة، و كلما حاولوا أن يتقدموا منه اشتد غضب أولئك الفرسان دفاعا عنه، إنهم جنود الله إليه، إنهم ملائكة في هيئة فرسان أُرسِلوا لنصرة هذا الصنديد الصغير، فلم يكن بيدهم حيلة سوى الفرار دون الإلتفات للخلف، نعم قوة إسرائيلية برجالها و أسلحتها وعتادها وعدتها تهاب براءة ذات 10 سنين، التي لم يكن لها سلاح سوى لا إله إلا الله.
مقتطف من كتاب عذرا يا قدس:
- " يحكي مع نفسه ويردد، عذرا يا وطني، عذرا لعجزي وعن كل هوان، عذرا يا قدس، عذرا، العين بصيرة واليدان ضعيفتنان من دونك، يا وطني أين ألقى الأمان، طفل صغير لاحول ولا قوة له من غير الخالق الجبار، شكواه له من ذلك العدوان.."