كتاب جرعة تغير تأليف مجموعة مؤلفين تحت إشراف عبير قاسمي / بوزيدي أريج-Ebooks-Pdf

أبدأ باسم الله مستعينا معينا والحمد لله كما هدانا واجتبانا ؛ في حياة كل منا كانت هناك اللحظة التي غيرت القلب، و الكلمة التي لا تموت، والذكرى التي تكون راض بها مدبرا إلى سبيل الحق لا تنسى، والدمعة التي تساوي عمرا، والنظرة التي اختصرت الكثير، هناك أماكن لا نغادرها مهما ابتعدنا، و أناس لا نودعهم مهما أبعدتهم عنا المسافات، فكل منا قد سُقي بجرعة من التغير غيرت حياته وشخصيته، ونظرته للعالم، والحياة، وحتى للبشر ، كتابنا جسد لكم بعضا من المواقف و الأحداث التي جعلتنا نتغير، وأحدثت أثرا كبيرا في وجداننا وكياننا، لايمكن نسيانه لكن استطعنا تجاوزه.

أولا إخواني دعونا نكن متفقين على نقطة ، نتسلسل من خلالها إلى مفاهيم و عبر، نأمل منها أن تكون بداية تحول قارئنا العزيز إلى الأفضل، و هذه النقطة تتمثل في كلمة " التغير " ، كلنا نعرف أن الثابت الوحيد في هذا الكون هو التغير ، ولو تأمل هذا العالم الفسيح لمدة دقيقة ، لرأينا العديد من المتغيرات التي تطرأ عليه بداية من الكائنات الحية ، حتى الجماد ولكن ليكن تأملنا فيه بعض العتاب على أنفسنا أولا ثم لديننا وموطننا وغيرها..، والتي أصبحت اليوم ومع الأسف متغيرات، نحو الأسوء والأفضع ، كم منا لا يرى الواقع المزري الذي تمر به البلاد الاسلامية من اضطهاد و سعي لتشويه ديننا الحنيف ، ودولنا التي عانت ومازالت تعاني من مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها، ولا يسعني ذكر العديد من الأمور الشائكة، ولا أصل و سبب هذه المتغيرات ، ومع الأسف هناك بعض الناس دوما يميلون إلى التغيرات التي تكون سببا في هلاك أمم ومجتمعات وأسر، وتالله ماجاءت هذه السطور هباءا منثورا ، و إنما جاءت لتذكير قارئنا العزيز أننا مسؤولین أمام الله عن أنفسنا، وفي المقابل نحن مسؤولين عن ديننا وعن مجتمعاتنا مرورا إلى أسرنا، فقد آن الآوان إلى استبدال مفاهيمنا ومدركاتنا إلى الأحسن والأوضح، وهذا لايكون إلا باقتناعنا التام أن ما كنا عليه ماهو إلا استحواذ على مدركات خاطئة أدت بنا إلى جمود في العقليات ورفض للتغيير ، ثانيا يجب علينا أن ندرك أن تغيرنا نابع من وعينا بقول الله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا مابأنفسهم )، فالبداية دوما تكون من ذواتنا ، فتغير وعينا الفكري يساهم لاشك في تغير ما بحولنا ، فتغير المجتمعات لايكون إلا بتغير كل فرد على حدة.

مقتطفات من كتاب جرعة تغير:

- " أبحث عنك دائما بين العالم يا أبي ولم أجدك ، عندما تركتني كنت صغيرة لا أعرف شيئاً عن الحياة، طفلة صرخت ذات ليلة وكأنها علمت ستفقد أباها، كأنها علمت ستفقد نصفها الأخر ، و كلما كبرت ضاقت بي الدنيا، كنت أتساءل لماذا أنا هكذا لماذا الجميع ينادي أبي وأنا لا أعرف عن ماذا يتحدثون ، كلما رأيت طفلة تنادي أبي ألتفت نحوها وتدمع عيناي ، وأنا لا أعلم لماذا، وحينما كبرت.."

- "أريد أن أقول أنه بالفعل لا يوجد أحد يمكن أن يتفهمك كما تُريدين، و لا بأس في أن يسيء أحد فهمك و يعتبرك مخطئة على الدوام ، لأنه يوجد خالق السماوات والأرض القادر على فهم أحاسيسك ، أوجاعك ، تفكيرك، و الأهم من ذلك أن يعرف نياتك، سيفهمك الله عندما يفشل الجميع في فهمك و يتقبلك الله عندما يلومك الجميع على خطئك."

- "لعل حياة الإنسان تكون عادية، تتخللها تفاصيل روتينية ، تستيقظ في صباحك ولا تدري ما الذي سوف يحدث لك، وما الذي يمكنه أن يتغير ، ويقلبها رأس على عقب فتأخذك معها، و ما هي إلا لحظات حتى تكون مثل النهر المتدفق تستطيع أن تلمسه فقط مرة واحدة ، وإن مر لايعود أبدا."