كتاب 2021 تأليف مجموعة مؤلفين تحت إشراف نعمة نور الهدى عويسي / إسراء مرجاجو / يوسف علوطي / مهدي شيماء- Ebooks-Pdf

أقدمه إلى من حملتني في أحشائها تسعة أشهر، و في طيات قلبها عمرا، " أمي "، إلى من أمسك بيدي ، سندي وملجئي في الحياة، " أبي "، إلى من كانت مصدر قوتي وكل صمودي ، إلى من علمتني حرفا وأنارت طريقي بالإيمان، حبيبتي، " بسمة يطو "، إلى جميع أحبتي، إلى كل المبدعين التي خطت حروفهم في هذا الكتاب، " دام إبداعكم وفي سماء الكتابة ارتقيتم "، إلى كل من ترك في حياتي إحساسا، نبضا، ولحنا عذبا يعزف به على وتر الحياة والذكريات بأشياء ذات رونق، إلى كل قارئ سيرتشف من كلماتنا، إليكم جميعا أحبكم.

تمر أوقات على المرء يصعب نسيانها، سواء أوقات فرح أو حزن، تكتب الحياة فينا مواقف ترسم فينا ذكريات، تجعلنا نعشقها تارة، ونتمنى أن تزول تارة أخرى، هي الحياة تأخذ منا ما نحب، لتمنحنا ما سنعشق، إنها الحياة ياصغيري، تفرحك وتحزنك، تجعلك قوي متفائل، لا تعرف معنى الألم، ثم بين دقيقة وأخرى تخذلك ، تصفعك و تبكيك ليال كثيرة، لتعلمك درسا جديدا، فتأكد ياصغيري أن الحياة لا تعبث معك هباءا ، وتأكد أيضا أننا نحن لم نخلق عبثا، نعم إنها دروس الحياة، هذا ما لخصته حروف كتابنا، من كل عطر ولون ضاعت به الكلمات لتكتب تجارب عشناها خلال فترة من حياتنا سنة 2021.

في القرن الواحد والعشرين، بإضافة نفس الرقم في عدد السنين، قيل أن الجمال في البدايات، والعبرة بالخواتيم في أول جانفي، سلمنا على ذاك العام كالمجانين، نسينا و تناسينا كورونا وكل محتاج مسكين، قلنا عام بركات ونحن هم المنافقين، فانطلقنا ننحر العام بالسكين، يوم تلو يوم، لاشيء جديد ولانصر مجيد، فقلنا فلنحتفل بأعياد المسيح، فنحن بالكفر لسنا ببعيد، عيد الحب، وعيد المرأة ،هل من عيد جديد ؟هذا ما رأوه مفيد، فلنغض البصر ونرى بالبصيرة، ونعش أحلى مسيرة، إطلال الشتاء جعل جسدي في حيرة، برد قارس ومطر وثلج كان وفيرا، هذا ما شهدته العين لكن العذوبة مارأته، البصيرة غسل الذنوب بماء المطر، أجمل شيء تراه العيون مستحيلا، حكايتي في هذه السنة أني ولدت فيها أميرا، لكن جعلتني الظروف أسير لقوم جعلت لهم الحنان وفيرا فطعنوني بمشاعري النبيلة، أنا خائن نفسي، فلولا ثقتي بقومي لما صرت أسير نبيذي، لن تكون جميلا من كرسي العرش إلى كرسي الرذيلة، سأكسر قضبان زنزانتي بأسهم الكبرياء، فهي أمتع وسيلة والعودة إلى الأصل فضيلة، لقد عدت أمير مجموع هذه السنة، خمس قوانين أصيلة في كل سير الكبرياء يحميك من أن تكون رذيلة، الصدق دربه أفضل من الدروب القصيرة، الحياء لولاه لأحرقت الشمس الأرض وبقينا في حيرة.

طموحي لن يزول، و أهدافي ستتحقق بإذن الله، عام انتهى و عام جديد بدأ بعدما كنت شخصا كارها للحياة، شخصا فاشلا، شخصا خائفا، شخصا تائها ، كرهت كل شيء يتعلق بكلمة النجاح، كنت أرى أن مستقبلي غلب عليه ظلام الليل ، كرهت حياة ولدت فيها فقيرا و عشت فيها فقيرا، كنت مقتنعا بأن الفقر يكمن في انعدام المال ، بعد رسوبي في الجامعة سيطرت علي أفكاري السلبية و أدركت حينها أنني أنا و الفشل رفيقان لا يفترقان ، أردت إيقاظ نصفي الثاني الذي لا أعلم إن كان موجودا أصلا ، تمنيت وجوده بشدة ، لكن للأسف ! شعرت بخوف تملكني و اجتاح نوافذ قلبي، نعم خفت و لم أجرأ على المحاولة مرة أخرى، دخلت بعدها في متاهات عملاقة أثرت في نفسي وكانت سببا لمرضي، عانيت الويلات ثم الويلات، الحزن و الألم، تركني أحبتي وحيدا أمشي في الخسارة، كنت قريبا من النهاية، لكن كل ما جاءنا لطف لنا من ربي، أولا بإنارته هو عز و جل لطريقي، ثم أمي ثانيا بدعواتها التي لم تتوقف أبدا ، هنا بدأت ملامح نصفي الثاني تظهر، أخذت صفاتي السلبية تختفي تدريجيا ، جرب الفشل مجابهتي في البداية فوقفت له عزيمتي بالمرصاد، قاومت بشدة طغيانه المستمر، بعدها فازت و يا له من فوز ، أما إرادتي أصبحت ملكة أفكاري لتخرج مملكة عقلي من أزمتها التي إستمرت لأشهر عديدة ، ولدت من جديد أيقنت أن النجاح كلمة صغيرة الحروف، كبيرة المعنى، لن تتحقق بين ليلة وضحاها، أدركت أن بعد الآن طريقي سيمتلأ بدعوات أمي، التي ستكون هي سلاحي لمحاربة كلمة الفشل، اعتمدت على نفسي لأكسب رزقي و اقتنعت أن الفقر الحقيقي هو افتقار العلم و الثقافة، و ليس نقصان مال تافه ينتهي لا محالة ، لسوء الحظ توقفت تجربتي مع الإتحاد العام الطلابي الحر، أعرق منظمة طلابية لكن رأيتها من الجانب الإيجابي، فعسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم ،كان بعد أن خضت أول تجربة لي في عالم الصحافة، فكانت حديث العام و الخاص في جامعتي، سافرت و رأيت أنواعا و أنواعا من تقاليد بلادي ، أصلحت علاقتي مع أساتذتي و فتحت صفحة جديدة عنوان نصها النجاح لا غير، في دراستي استأنست بعدها بمعجبين لكتاباتي التحفيزية ،فقمت بفضل تشجيعاتهم بإنشاء صفحات في مواقع التواصل الإجتماعي، لأسير نحو تجربة جديدة ، وصلت لأختم عامي بمشروعي الذي ولد قبل أيام، و سيرى العالم نوره بعد ساعات النادي العلمي الذي ستبدع فيه العقول الموهوبة، أريد و بشدة أن يرى العالم نوابغ جامعتي.

مقتطف من كتاب 2021:

- " عام يستعد للرحيل، هاهو عام جديد آت وقد انتهى عام آخر، 2021 أسميته بعام التألق، عام لم يمضي إلا بعد تحقيقي أهم أمنياتي.."

- " يقال في ديسمبر تتحقق الأماني، وأنا أقول في عام 2021 تحققت أحلامي، عام ولدت فيه أحلام وتبدلت فيه قلوب ، وتغيرت الأحوال من حال إلى حال.."

- " لاأريد أن أكون شخصا عاديا، أريد أن أضع بصمة لي، أريد أن أكون مختلفة، فتاة متميزة، ربما سنة كاملة غيرت نظرتي للحياة، وكأني أخطو بثبات نحو القمة، أخطو كل يوم خطى طفل يريد الحياة، خطى ثابتة نحو غد أفضل.."