كتاب عتمة الحياة تأليف مجموعة مؤلفين تحت إشراف صفاء عكوش / مريم زمعيش- Ebooks-Pdf
كتاب عتمة الحياة تأليف مجموعة مؤلفين تحت إشراف زمعيش مريم / عكوش صفاء- Ebooks-Pdf
إلى كل من إستفزني واستهزأ بأحلامي، بفضلكم وصلت لكل أهدافي، إلى كل من قال لي يوما لن تنجحي، كلامكم زرع في الشجاعة، إلى كل من حاول القضاء على طموحي، بفضلكم لم أستسلم، إلى كل من تخلى عني وسط الطريق، بفضلكم ناضلت للوصول إلى النصف المتبقي، إلى من كانوا أقرب الناس إلي يوما، وقوفكم ودعمكم منحني قوة لايستهان بها.
خلال أيام راودتنا فكرة هذا الكتاب، فلم نتأخر في تجسيدها على أرض الواقع، لقد آمنا بها كالمعجزة التي فتحت لنا الطريق نحو آفاق كنا نظن أنها مستحيلة، لقد قمنا بجمع بعض الخواطر والقصص التي تجسد شعور الكثيرين من مختلف الدول العربية، بغية إيصالها لكم كوسيلة تجعلنا نعي وضعية مجتمعاتنا، و ها نحن نضع بين أيديكم هذا الكتاب ليكون وصلة حب بين الجميع.
أكتبُ نصي هذا في تمامِ الساعةِ الثانيةِ عشر ليلًا من منتصفِ عتمتي ووحدتي، و لكن العتمة يا عزيزي القارئ لم يُقصدْ بها اختفاءِ النورِ، فالعتمةُ تبدأ من داخلك، بإنتهاء شغفك، بإنطفاء روحك، بنفاذ طاقتك، العتمةُ تجربةٌ صعبةٌ وجميلةٌ للغايةِ، تُعلمك صعودَ المِرْقَاة درجة درجة، يمكنك من وسطِ عتمتك أن تصنعَ لنفسك نورا خفيف ثم يكبر لينيرَ حياتك، لتبدأَ بإنارة العتمة التي تسكنُ داخلك، لنضعَ شمسًا دائمة داخل قلوبنا بعد عمرٍ طويلٍ من الإنطفاء، لنسيرَ بقلوبٍ مضيئة خرجت من منتصفِ العتمةِ، وهكذا أحلامنا تبدأ بالفشل، حلم تلو الأخر، لنتذوقَ مرارةَ الفشلِ، ومن بعد خيبة أمل أخرى ومن بعد كفاحٍ سنصل إلى ما نريد، ليس بوسعِنا أن نعودَ إلى النورِ من دون مرورنا بالظلامِ، لنذهبَ بطريقنا إلى النورِ والضوءِ، لنسيرَ إليه بقلوبنا قبل جسدنا، لتنطفئ أنوار الدنيا، وليبقى داخلنا مضيء.
أيام غريبة ليست مثل الأيام السابقة، أيام مليئة باليأس والصرعات، والكثير من الأمور المختلفة ، لا أحد يعلم القصة كاملة سوى تلك الغصة التي ستخنق أنفاسي، و الحرب التي تقام داخل رأسي اللعين كل ليلة، حاولت طويلا أن أتخلص من تلك الأفكار، لكنني فشلت، لقد كنت في صراع محتدم مع أفكاري، لا هي تركتني و لا أنا تمكنت من التخلص منها، إنها لحرب أشد و أعتى من أي حرب أخرى، أجابهها وحدي دون أي مساعدة من أحد، لا أحد يعلم أن معظم سهام تلك الحرب لا زال ألمها في جسدي، رغم ذلك أحاول أن أداوي تلك الجروح وحدي.
كنت بحاجة ماسة للفضفضة كي أستفرغ ذنبا سكن جوفي، وعصر أحشائي، لاتجرع كأس الخيبة بين أحضان الوجع و مناجات صرخة بريئة، وجدت نفسي غارقة في لعنة الماضي، وجرح مقيح أسفل يساري، لن يلتئم، تهاطلت قطرات الحزن على أهدابي، كستني الحياة بمعطف قاسي، خطت الأيام بأقلامها على أوراقي، غيرت قدري نحو الجحيم ، انشق صدري كالسماء التي شقها البرق، لكن كنت كالصخرة في مواجتها، لم أستسلم بتاتا، كنت لها بالمرصاد، لم أكتف بمشاهدة نفسي تتألم مكتوفة الأيدي، بل قررت أن أمضي نحو الجانب المشرق، فلربما وجدت في الجهة الأخرى حياة أخرى، حتى بزغت الشمس، تزاور عن تلك المتاهة العفنة ،كادت معركتي تنتهي وأنتظر النور، أردت البحث عن كلمة السعادة لربما أجدها يوما..سنة غير كل السنين، أيا سنة غير كل السنين حولتِ حال العالم من الأصم إلى المجنون، و قتلتنا واحدا واحدا وكان الألم مشابها للمبطون، مرض وسوء حال و فقراء، زاد هذا العام جمال كآبة وسوء تدبير وإستغلال، هكذا كنت في هذا العام،، أتقلب من اليمين إلى الشمال، أخاف على حالي من هدر بعض الأموال، فأصبح فريسة التشرد والآفة من طلوع القمر إلى بزوغ ضوء النهار، أو كراعٍ انقسم قطيعه وهو ينشد الموال دون أي إهتمام، هكذا كان هذا العام، كان ذئبا يفترس ما بالبال، و لم يذقنا طعم الواقع بل الخيال، إحدى وعشرون تتبعها إحدى وعشرون أخرى، ومن يعلم لعله لغز أو كلمة سر لزمان لم يترك فيه إلا هذا الرقم بصمة.
مقتطفات من كتاب عتمة الحياة:
- " ما الحُب؟، كثيرًا ما يردد هذا السُؤال على جل الموَاقع؟
ما هُو الحُب؟، لن أتحَدث كالمُعتاد، عندما تلقَى شخْص مَا أو رسالةُ غاليةٌ من أحدِهم تبدأ دقَّات قلبكَ بالتسارُع، ليسَ هذا مفهُوم الحب بالنسبَة إلي، الحُب عندما أجدُ من يكُون سَندي في أشَد المواقِف عسرًا، الحُب حينَما أشعُر بالحُزن ورُغم ذلك أضحَك في الظاهِر؛ لكِن يُباغتُني أحدَهم بسؤَالي، لِما أنا لا أبدُو على ما يُرام؟.."
- " هذِه ليست ملامِحي، يُدركُها جيدًا، متى أفرَح ومتى أحزن؟، الحُب هو الأمَان والأمَانة، والأَمان عندمَا أجِد بأحدِهم الملْجئ الذي آوي إليه فيُزيل عَني كُل هُمومي، كُل مخَاوفي وأعبائي.."
- " لا أعلم و لكن كل شيئ كان يحتم علي البقاء ،دموع صغيري و قرة عيني، حتى السيارة التي جاءت لتقلني ؛ إلى وجهتي تأبى إطاراتها أن تتحرك، كل شيء كان يدفعني إلى الوراء، و لأنني علمت ما يعنيه الفراق، أحاول منع انصهار جليد مقلتي بحرارة نار الوداع، و تجميع قواي حتى لا يلحظ أحد إرتيابا أو رعشة الخوف السارية في دمي."
- " يقتلني الإنتظار، و يرديني التفكير، أكاد أغرق في غياهيب الجنون، فراغ مليء بالإزدحام، إزدحام هواجس و كوابيس، تدور عقارب الساعة بطريقة مخبولة، عقرب الثواني بطيء جدا ؛ أظنها معطلة أو.."