كتاب مراهقات الفايس بوك تأليف مجموعة مؤلفين تحت إشراف نور بارور الهدى- Ebooks-Pdf
كتاب مراهقات الفايس بوك تأليف مجموعة مؤلفين تحت إشراف نور بارور الهدى- Ebooks-Pdf
إهداء لكل أنثى، كعطر اللافندر الساحر، أنتِ، كبتلات ورود البنفسج، كأعزوفة ساحرة في أمسيات أيلول الخريفية، أنتِ كواحات الياسمين، كحلم يولد من رحم الكلمات، كزهر الأوركيد، كلحن ناي رقيق، جميلة كنجوم لامعه في ليالي حالكة، رقيقة كفراشات راقصة، دافئة ككوب قهوة في ليلة باردة، عزيزتي كفاكِ فخرا أنك أنثى من رحم الورود تزهر.
وسائل التواصل جعلتنا نرتدى أقنعه تخفى حقيقتنا، حَجَبت عنا شعاع الرؤية، فلم نعُد نرى حقيقه أي شئ يحيط بنا، أصبحت عالما كبيرا يسيطر عليه الكذب و النفاق ، نظهر فقد محاسن خُلقنا و براعَتُنا في أننا الأمثل في كل شيء، نخفي حقيقتنا تحت ظلال الحديث، وضعتنا في سجون و أحاطاتنا بأسوارها اللعينة فلا نبتسم إلا في وجوه جوالاتنا، نسينا تماما الإبتسامة الدافئه مع عائلتنا.
العالم الحقيقي الذي نقضي فيه أغلب وقتنا جعل منها سلاحا ذو حدين، فبالرغم من أنه جعل العالم أجمع كقرية صغيرة، إلا أن تصرفات عبثية تظهر بين فترة و أخرى خاصة بين فتيات المجتمعات المغلقة، التي تقيد المرأة بقيود العادات و التقاليد و عباءة الحلال و الحرام، لذلك وجدت من الفيسبوك نافذة لاستنشاق هواء الحرية، لكن بتصرفات تصل أحيانا إلى حد التمرد على كل ما ينادي به المجتمع وقد تصل إلى قيم و مبادئ ذلك المجتمع بحجة التحرر و المساواة، الأمر الذي يعكس لنا شعورا داخليا بالظلم و عدم إيمان الأهل بذات تلك الفتاة، مما يجعلها تلفت النظر إليها بطرق صبيانية، بالرغم من أن عمرها تعدى عمر المراهقة، غالبا باستخدام كنى وأسماء مستعارة خوفا من بطش الأهل.
المراهقة هي المرحلة التي تأتي بعد الطفولة من سن الثانية عشر حتى الثامنة عشر، و كما هو معروف بأنها من أكثر المراحل خطورةً في حياة الفرد، لأن المراهق يكون ذو مشاعر متخبطة ومشتت الأفكار و يتم التأثير عليه بكل سهولة، غالبا ما تكون الإناث اكثر تأثراً و ميلاً للإنعزال، و تعاني من مشاكل المراهقة المتعددة، لكن بعد دخول الفيس بوك و إتاحته بالتسجيل لكافة الأعمار زادت خطورته خصوصاً على هذه الفئة، فنرى أن أغلب مستخدمات الفيس بوك من المراهقات اللاتي لا يجدن ما يفعلنه طوال النهار غير التصفح فيه، و ما إلى ذلك من تعليقات و مجموعات و غرف الدردشة و انشغالهن بمطارده الفنانيين، أو كل شاب وسيم ينشر مقطعا مصور أو بعض الصور، فنراهنَّ يكتبن و يتصارعن على التعليقات بكلمات تافهة وتدعو للخجل تغزلاً بذلك الشاب، إضافة أن الاختلاط بالجنس الآخر أصبح أكثر انفتاحاً و قد تطول المحادثات بينهما مما يولد الإعجاب أو الحب الوهمي، و أقول ذلك لأنه و بلا شك حب مراهقة وليد نتيجة التعود و كثرة الحديث، و ذلك بالنظر إلى أن تميل الأنثى إلى الرقة و الحاجة للحنان خاصةً المراهقات منهن، فهي بالتالي تحتاج لمن يهتم بها و يسمعها كلاماً لطيفاً و يسمع منها ما يضايقها و يساعدها في حل مشاكلها و توجيهها نحو الطريق الصحيح، فإذا لم تجد ذلك عند الذين من حولها لجأت للإندراج في هكذا علاقة، التي و بلا شك مصيرها الفشل، هذا هو النوع الأول من المراهقات على الفيس بوك، و هو النوع الذي بكل أسى أقول أنه فاشل و فارغ و لا فائدة منه، أما النوع الثاني هو الذي يتمثل بالفئة الناجحة الواعية، رغم صغر سنهنَّ نرى مدى إدراكهن لهذا المجتمع، و كيف أنهن يسعينَّ للإستفادة من الفيس بوك من ناحية المعلومات و تطوير المواهب و الإستفادة من الخبرات، و لا بأس بالجانب الترفيهي كالحديث مع الصديقات و الإستمتاع بتعليقات لطيفة بما هو محدود ولا يتجاوز العرف، و مما لا شك فيه أن للتربية و الجو العائلي تأثير على كون المراهقة من النوع الأول أو الثاني، فيجب أن لا تكون متشددا و خصوصاً المراقبة المستمرة و التوبيخ، فتنشأ لدى المراهقة رهبة من فعل أي شيء أمام والديها مما يُفعِل هنا المثل القائل -كل ممنوع مرغوب-، فتلجأ إلى فعل كل شيء دون علمهما، كما لا يجب أن تكون منفتحا لدرجة عدم وجود مراقبة من قبل الوالدين، فيؤدي إلى تسرب المراهقة و انجرافها نحو كل ما هو خطأ، فأفضل الأمور أوسطها، فلا بأس ببعض المراقبة لكن دون جعل الفتاة تشعر بأن هناك من يراقبها على كل شيء، بل من المفروض إعطائها ثقة و جعلها تشعر بأنه يجب عليها أن تكون أهلاً لهذه الثقة، و بالتأكيد مع بعض النصائح و التوعية بما عليها فعله و تجنبه، ستكون النتيجة هي تعدي الفتاة مرحلة المراهقة بأمان ودون الوقوع بما كل هو سيء.