كتاب بعثرة إحساس تأليف مجموعة مؤلفين تحت إشراف معاش خديجة / بوخدشة هديل / مزعاش فوزية- Ebooks-Pdf
كتاب بعثرة إحساس تأليف مجموعة مؤلفين تحت إشراف معاش خديجة / بوخدشة هديل / مزعاش فوزية- Ebooks-Pdf
إلى أمي و أبي الذين تكبدوا عناء مجيئي إلى هذا العالم وعرفوني عندما لم أعرف نفسي، أحبوني عندما كنت مجرد كتلة غير ذات فائدة من العظام و اللحم ،أحبوني حبا سرمديا حانيا غير مشروط، لهؤلاء أهدي هذه الورقات.
كان شخصية ذو هيبة، ذا قوام مرتق للسماء، كانت الحدة ظاهرة على معالم وجهه، صارم بطباعه، يغزو الأمان في وجوده، و يتم الهدوء، لم يخال لي بأنه سينكسر بيوم من الأيام، الجبال دائما مرتفعة شامخة، موعد انهيارها عندما تقوم القيامة لكن هو لم أظن أنه سينهار؟ ، كنت أعتقد أنني سأسقط و يسندني، فجأة بترت تلك الساق التي كانت تحمل الجبل، كيف حدث هذا؟ ، أ يجب علي أن أعتاد و أعيش هذه الحياة، ما الذي يحدث؟ ، أين تلك الساق الأنيقة، سريعة الخطى، الواثقة بمسيرها؟ ، أين ذلك الجسم الصلب القامه؟ ، ما الذي يحدث؟ لماذا تحملق عيناك الصلبة بي بضعف؟ ، ما الذي أتستنجد به؟ هل ما يحدث واقع، أأنت أبي، أأنت الحماية و الأمان ؟ كيف انقلبت ضعيفا إلى هذا الحد لتترجى مشاعري بعيناك، هلم إلي، سوف آخذك إلى قلبي و سأحميك، أنا الضعيفة سأريك قوة تحميك، لا عليك الساق ليس مهم، أنت تتنفس و هذا يكفي، امتلكت طفلا كبيرا سأدلله حتى و إن كنت قوية أقل مما يجب، يكسرني رؤية ضعفك، أنت ضعيف جدا، أضعف مما كنت أظن، هل علي أن أكون يداك و قدماك و عيناك و إحساسك و عقلك؟ ، إنه كثير علي، ما الذي أفعله، تسند ، تسند علي أستطيع أن أعيدك إلى الحياة، أمسك بكتفي، أُخْطُ هيا اخط، ستعتاد المشي على القدم الإصطناعية، أنا واثقه من ذلك، لا عليك سأتحمل ثقل جسدك، لن أنهار، لا تسقط لطفا، لا بل أسقط فسوف أحملك حتى لو تكسرت عظامي، كل الفشل كان يأتي إلي حتى خفت غوايته، و رميت القدم و استخدمت ما تبقى مني في الحمل والوضع، أنا مقتنعة تماما، متقبلة الوضع، فقط تنفس، لا أريد أكثر، جميل أن أطعمك بيدي و أن أعتني بك، حتى و إن كنت بحياتك واحده من بين الكثيرات لا يهم، سوف أفهمك، أكثرهن لا تموت لطفا، أين أنت؟ لم لا ترد لي جواب، لا وجود لصوتك، هل علي أن أبكي أبي، أم أبكي شبابي؟ هل ستتوقف الحياة؟ ، لا لن تنتهي بل ستموتين و أنت على قيد الحياة يا ابنتي.
مقتطفات من كتاب بعثرة إحساس:
- " سهرت الليالي، و حتى الصباح رأيت الظلام، سمعت الرياح تناجي، تنادي الحياة و تعزف ألحانها للقدر، و تسأل هذه الحياة تقول ؛ أأنت عدوة هذا البرش، شقينا، يئسنا بك يا حياة، حملنا صبرنا فيكفي صبرا، فماذا سيأتي لنا من هموم؟"
- " هل نحن في حزن مستمر، جفت دموع و سالت دموع، جروح على حالها، ماتت قلوب وعاشت قلوب تكاد تموت بكيد الألم، فينا هموم تراودنا و مآسي تظهر لنا حتى في أحلامنا.."
- " أنا هنا الآن، لم أذهب إلى مكان هادئ أو بعيد ، إني عالقة في المنتصف، بين السماء و الأرض بين الكواكب و النجوم ، لا أعلم ربما لم أجد كوكبا يحتويني هذه الليلة، لكني على كل حال لا أكترث لهذا الوضع.."
- " صدق دوستويفسكي حين قال، ' أشعر بأني في الريف الدنماركي لا شيء حولي سوى البقر'، ليس بهذا المعنى بل حولي بشر تسود بينهم وحشية المشاعر، انعدام الرحمة و الرأفة عندهم يجعلني في حيرة ، أين قلوبهم ؟أأصبحنا كالبقر حقا ؟ همنا التكاثر و الغذاء لا غير ؟ ، لا يعنيني لأني لست هكذا، بداخلي قلب لم يتحمل كل هذه الوحشية و لن يتحمل إطلاقا."
- "لم نستطع تغييرهم لماذا؟! ، هل الطيبة هزمتها القسوة، هل الحق لن يظهر أبدا بعد اليوم؟.."